فهو العليم أحاط علمًا بالذي *** في الكون من سر ومن إعلان
وهو العليم بما يوسوس عبده *** في نفسه من غير نطق لسان
بل يستوي في علمه الداني *** مع القاصي وذو الإصرار والإعلان
فهو العليم بما يكون غدًا وما *** قد كان والمعلوم في ذا الآن
وبكل شي لم يكن لو كان كيف *** يكون موجودًا لذي الأعيان
فهو السميع يرى ويسمع كل ما *** في الكون من سرٍ ومن إعلان
فلكل صوت منه سمع حاضر *** فالسر والإعلان مستويان
والسمع منه واسع الأصوات لا *** يخفى عليه بعيدها والدَّاني
ويري دبيب النمل في غسق الدُّجى *** ويرى كذاك تقلُّب الأجفان
لهو البصير يرى دبيب النملة *** السوداء تحت الصَّخر والصَّوَّان
ويرى مجاري القوت في أعضائها *** ويرى نِيَاطَ عروقها بعيان
ويرى خيانات العيون بِلَحْظِها *** إي والذي برأ الورى وبَرَانِي
فهو الحميد فكل حمدٍ واقع *** أو كان مفروضًا على الأزمان
هو أهله سبحانه وبحمده *** كل المحامد وصف ذي الإحسان
فلك المحامد والمدائح كلها *** بخواطري وجوارحي ولساني
ولك المحامد ربنا حمًدا كما *** يرضيك لا يفنى على الأزمان
ملء السماوات العلا والأرض *** والموجود بعد ومنتهى الإمكان
مما تشاء وراء ذلك كله *** حمدًا بغير نهاية بزمان
وعلى رسولك أفضل الصلوات *** والتسليم منك وأكمل الرضوان
صل الإله على النبي محمد *** ما ناح قُمْرِيٌ على الأغصان
وعلى جميع بناته ونسائه *** وعلى جميع الصَّحب والإخوان
وعلى صحابته جميعًا والأُلَى *** تبعوهم من بعد بالإحسان